نصائح لكتابة أفضل
إذا كنت تنوي أو بدأت كتابة تدوينة أو كتاب إلكتروني أو تقريرا أو أي شيء آخر و توقفت خلال ذلك لعدم قدرتك على التعبير و الشرح أو بسبب فقدانك لأسلوب كتابة فهذه النقاط هي لك:
[أسلوب الكتابة]
أسلوب كتابة مشوق يعني متابعة قرّاءك لما تكتب. عندما بدأت التدوين واجهتني هذه المشكلة، لا أستطيع إيصال الفكرة و تتوقف الكلمات عند حنجرتي رافضة الخروج، لا أستطيع التعبير و لا الربط و هذا ما دفعني لكتابة التدوينات بالعامية - واللي إذا رجعت أقراها أحسها تفششل كخخ.
و بسبب ذلك، توقفت أثناء كتابة الكثير من المواضيع. ليست المشكلة عندي فقط، بل وجدت الكثير من أصدقائي يعانون منها. حاولت حلها، و كالعادة، بحثت بجوجل و لم يبخل علي بالنصائح و المقالات حول ذلك. كما أني مع كتابة تدوينة وراء آخرى، تعلمت أساليب و طرق حسنت مستوى أسلوب الكتابة لدي أختصرها في التالي:
إعادة كتابة ما تكتب
/There is no good writing, only good re-writing. جملة تختصر المقالة التي أفادتني كثير و تعني ( لا توجد كتابة جيدة، بل إعادة كتابة جيدة) ، لا يوجد أي مقال جيد مكتوب من أول محاولة، بل إعادة الكتابة و التحرير و الربط بين الجمل هو ما يصنع كتابة جيدة.
كيف تعيد الكتابة بطريقة جيدة؟
وجدت أفضل طريقة في كتابة التدوينات هي فتح مسودة في الووردبريس و كتابة أول ما يأتي ببالك إن كان بالعامية أو بالانجليزية أو بالعربية الفصحى - أي شيء، أكتب كل الأفكار كنقاط واحدة تلوا الأخرى، لا تهتم أبدا للترتيب، و ستظهر أول مسودة لك كـ”خرابيط”
مر على كل نقطة ثم وسعها و حاول كتابتها بالعربية الفصحى ، إذا لم تستطع، أتركها و أذهب للنقطة التي بعدها، و حاول أن تقسمها إلى فقرات، كل فقرة ما بين الثلاثة و الخمسة سطور، و إذا “طفشت” أترك التدوينة و قم بأي شي آخر ثم عد بعد فترة و أعد قراءة ما كتبت، ستفاجئ بالكلمات الجديدة التي ستظهر في رأسك و التي ستساعدك على كتابة الفقرة بطريقة آخرى أفضل.
أعد ربط الفقرات و الجمل بكلمات ربط مثل “لكن”، “عندما”، “حين”، “مهما يكن…فإن”… اتبع نفس الأسلوب في كتابة أي شي و أنظر للنتيجة
زد مخزونك اللغوي
في مادة الكتابة العربية في الجامعة، قال لنا الدكتور أن اللغة العربية هي من أثرى اللغات في عدد الكلمات المختلفة (أذكر أن قال عدد كبيرا فوق مليون كلمة) لكن في بحث غربي وُجد أن خريجي الثانوية العرب لا يستخدمون إلا 2000 كلمة فقط فيما يكتبون، 2000 كلمة فقط! فيما يقول البحث أن خريجي اللغة الانجليزية يستخدمون فوق الـ 10000 كلمة (لست متأكدا من الأرقام و أتمنى لو أجد البحث).
و لاحظ أنه قال “استخدام” وليس “معرفة” فمن الممكن أن يعرف كثير منا معاني كلمات عربية فصحى صعبة لكن لا يعرف كيف يوظفها في كتاباته و هنا المشكلة التي سببها التعليم العربي.
كيف لنا أن نحسن من ذلك؟
عبر قراءة أساليب كُتّاب أخر. ممكن أن تذهب إلى المكتبة و تشتري كتبا لكُتّاب كبار و تقرأ أساليبهم، لكني وجدت طرق آخرى عبر الانترنت قد تكون أضعف لكنها مجدية وأكثر تسلية.
أحدها متابعة مدونين ذوي أسلوب كتابي رائع. فكل ما مررت بمدونة أدبية و ذات أسلوب تعبير رائع أو شعرية، أضيفها لمجلد اسميته Phrasing (تعبير) عندي في الجوجل ريدر، و أتابع تدويناتهم بين الفينة والآخرى. أمثلة مدونات من مجلدي: أكاديمية التغيير، الهاوية، ضَادْ، غرفة خلفية، •° أقــرب البعيــد! •°، و مدونة كلمتكم.
طريقة أخرى هي الترجمة، ترجمة مقالات من الإنجليزية إلى العربية يدفعك لفهم أساليب تعبير آخرى -وإن كانت بالإنجليزية- أو بالتفكير في كيف يمكن أن تقدم ذلك في تعبير عربي أفضل.
حول الكتابة
نصائح فريدة حول الكتابة قدمها سردال في خمس تدوينات خفيفة.
[الكتابة التقنية - Technical Writing]
حتى تكتب تقريرا تقنيا جيدا يجب عليك معرفة أساسيات كتابته. أهم محاضرات الجامعة التي أخذتها هي حول كيف تكتب تقريرا تقنيا باللغة الإنجليزية، بدأً من اختيار الموضوع و جمع المصادر حوله ثم تضييقه لموضوع أصغر و أدق، ثم تقسيمه للنقاط الأساسية و الفرعية، ثم كتابة المسودة، ثم إعادة الكتابة، ثم كتابة المصادر.
هذا باختصار ما أخذته في ثلاث كورسات و للأسف لا أعرف - ولم أجد- أي مصدر أو كتاب عربي حول هذا الموضوع، لكن الإنجليزية متوفرة كالعادة ،كما جوجل لن يبخل عليك بمصادر مجانية.
تعلمت في هذه الكورسات الثلاثة أكثر من ذلك، من أسلوب الكتابة و أدوات الربط و غيرها مما أثر في أسلوب كتابتي بالعربية، خير من كل الساعات التي قضيتها في مادة التعبير في المدرسة التي كانت -وما تزال- مضيعة للوقت بدون منهج أو كتاب، لم أستفد منها إلا شيئا واحد هو “كيف تكتب الغثاء”.
أحد أهم أسباب ضعف إنتاجنا : لا نعرف كيف نكتب بلغتنا. وجدت ملاحظات جميلة في مدونة FTM بعنوان “أنا و أنت و الكتابة التقنية” حول ذلك.
[اذكر المصادر]
المصادر المصادر المصادر ، من أقل الأمور التي نتكثر بها للأسف في أي شيئ نكتبه أو نعرضه، وهذا ما زاد من قيمة كتاب LINQ الذي ذكر المراجع التي اعتمد عليها في آخره. المصادر جزء من الكتابة التقنية لكن وضعتها منفصلة للتأكيد.
[احفظ حقوقك]
ضع اسمك على أقل تقدير، تعلمت نصيحة من دكتوري في الجامعة عندما عرضنا عليه تقريرا إضافيا و نسينا أن نكتب عليه أسامينا، فقال لنا:
if you do something, always take the credit for it, write your name
المعنى: إذا فعلت شيئا، فخذ حقك منه، اكتب اسمك. لم يقم صاحب كتاب LINQ -جزاه الله خيرا- بذكر اسمه و اعتقد أن هذا خطأ كبير، أي إنتاج منك هو لك، يضاف في سيرتك الذاتية و تُعرف به.
آمل أني وفقت في كتابة هذه التدوينة التي أعدت كتابتها عشطعشر مرة ....