النفس الجامحة مابين تدليلها وكبحها
هوى النفس وماأدراك ماهوى النفس
خلق الله الناس و بداخلهم نفس جامحة تود أن تفعل مايحلو لها
فالله سبحانه وتعالى قد قدر الأمور وبينا لنا الحق وبين لنا الحلال والحرام
لكن هوى النفس يدفعنا إلى فعل كل ماهو ممنوع
والحمد لله على نعمة الإسلام التي علمت المسلم أن يربي تلك النفس الجامحة
وعلمنا ترويضها وإرغامها على الحق وبذلك أعزها وطهرها ورفع منزلتها
فتخيلوا لو ان كل شخص اتبع هوى نفسه فسلب هذا مال قريبه وخان ذاك زوجته
وشاهدت تلك الحرام....ولم يغض ذاك بصره.....وعصت تلك والدتها ...
وطرد الابن والديه....وقتل ذاك من أغضبه......فكيف ستكون الحياة؟؟؟؟
لذا أن من أعظم الأمور هو ترويض النفس وتطهيرها وتعويدها على الحق
وقد مدح الله سبحانه في كتابه من يطهر نفسه ويؤدبها
قال تعالى(قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)
أي أنه فاز وربح من زكى نفسه ورباها على الطهر وعلى الإنصياع لنداء الحق
وخاب وخسر من اهلكها بالذنوب واتباع الهوى وتتبع طرق الشيطان وإضلاله
لقد أقسم الشيطان على الله أن يضل البشر لذا فهو يتبع اسلوب الحث على اتباع الهوى
فهاهو يزين لنا الحرام ويسهل لنا طرق ويستدرجنا حتى نقع فيه
ثم يولي هارباً ضاحكاً حين يرانا وقد تمرغنا في مستنقع الضلال
لذا فقد حبب الله إلينا تهذيب النفس وذلك بتحذيرها من مراقبة الله وخشيته
فخشية الله وإستشعار رقابته تجعلنا نوقف جماح أنفسنا عن اتباع هواها
قال تعالى(ولمن خاف مقام ربه جنتان)
فهذا الحث والجزاء الكبير اللذي وعده الله من خاف الله وكبح جماح نفسه
لهو خير لنا أنفسنا لأن تهذيب النفس معناه أننا سنعيش في دنيا آمنة سعيدة
خالية من كل مايخيف الأخرين من إضرارهم بمن يتبع هوى النفس
واعلم ان النفس كالخيل إن تركتها جمحت وهاجت وأصبحت خطر على من حولها
وان روضتها وكبحت جماحها انقادت لك طائعة
قال الله تعالى {فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى
وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى}.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الكّيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت
والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني".
وقال عليه الصلاةو السلام "المجاهد من جاهد نفسه وهواه" 0
كيف نكبح جماح أنفسنا؟؟
أهم الخطوات لذلك هو استشعار نظر الله إلينا وتعظيم ذلك
فعندما نشعر ان الله يرانا نخجل أن نعصيه
والتفكر في ماأنعم الله به علينا من نعم من حولنا
والخجل من أن نستعمل تلك النعم في معصيته
ولابد أن نفكر قبل أن نقول كلمة أو نعمل عمل ونسأل انفسنا:
هل سيسرني ان أرى ماسأقوله أو أفعله في صحيفة أعمالي؟؟
هل ياترى سأسعد به عندما يسألني الله عنه؟؟
فكر قليلاً قبل أن تقدم على فعل شيء ثم قرر بعدها ماستفعله
وإذا غلبك هواك تارة فاستغفر وابكي بين يدي الله وأعزم على عدم العودة
فالإستغفار يطهر النفس ويزكيها
صدقاً يااخوتي مع ضبط النفس شيئاً فشيئاً يصبح الهوى بيدك
تحركه كيف تشاء وتتحكم به ويصبح طائعاً لك منقاد
أما إذا تركت هواك يسرح ويمرح فثق انه سيؤدي بك للهاوية
وكما ان الخيل الجامحة لاتستطيع إمتطائها لخطرها
كذا النفس الجامحة قد توصلك لنار تلظى لايصلاها إلا الأشقى
فهيا ياأخواني نكبح جماح أنفسنا هيا نزكيها نروضها لنسيرها للجنان
لاأن تسيرنا للنيران فنخسر السعادة في الدنيا والأخــــــــــرة
هيا ياأخواني نقول لأنفسنا كفى يانفس ماكان منك
كفاك هوى وعصياناً سيؤدي بنا للهلاك
كفاك فبعد الأن لن أسير خلف هواك
بل سأسيرك على هدى الرحمن
لأبلغ بك الجنان
أم جمانة
0 comments
إرسال تعليق