| 0 comments ]



عندما يتشاجر الزوجان، ويختلفان معا، يغاران على بعضهما أو يعبسان لهذا السبب أو ذاك، وهذا أمر طبيعي طالما أنه يأتي ضمن إطار العلاقات الإنسانية التي لايمكن أن تصل إلى حد المثالية، كلنا مختلفون عن بعضنا البعض، ولكل زوج أو زوجة آراء، عيوب وسلبيات قد لايوافق عليها الطرف الآخر، لكن المشكلة هي أن كثيرًا من الأزواج والزوجات لايحاولون إدراك الخلافات على واقعها رغم أن غالبيتهم العظمى على علم بأسباب الفشل، والنجاح في أمور الحياة.

"لماذا لانتعلم من الفشل في العلاقات الزوجية"... دراسة حديثة تشرح الأسباب الحقيقية لفشل الزواج، وتحث الناس على إدراك الوقائع وعدم التهرب منها طالما أنها تعتبر جزءًا من الحياة اليومية لهم.

الخبيرة الاجتماعية البرازيلية ليولا بانديرا، وعالم الاجتماع البرازيلي إدواردو كوستا شاركا في الدراسة، وشرحا لـقارئات «سيدتي» الأسباب الحقيقية للفشل في الزواج مؤكدين على ضرورة إدراكها بقولهما: "حان الوقت أن تدركن أنه ليست هناك مثالية في الحياة بأسرها".

إخفاء المنطق

ترى الخبيرة، ليولا، أنه يتعذر في كثير من الأحيان على الأزواج إيجاد حلول وسط لمشاكلهم، فيلجأون للطرق التقليدية في إلقاء اللوم على بعضهما؛ سعيًا وراء المزيد من التعقيدات، وما تخشاه الخبيرة هو وصول العلاقة بينهما إلى حد تدعوه بـ«التلوث»؛ لأن ذلك برأيها سيؤدي إلى هروب المنطق، وقطع ستائر الاحترام المتبادل، وذكرت هنا مثلا يقول: «إذا سقطت ستائر الاحترام فإن الحب يهرب من النافذة»، وأضافت: «الاحترام نتيجة طبيعية للتفكير المنطقي، والعلاقة الزوجية الصحية تأتي عبر الدفاع عن مقوماتها وعناصر تغذيتها التي تتمثل بالمزاج الجيد والاحتواء والتضحية والتنازلات أحيانا، وأورد الخبيران 6 أسباب اعتبراها رئيسة لفشل العلاقات الزوجية، فما هي؟

1-الإهانات المتبادلة

هناك علاقات زوجية يحاول دائمًا أحد طرفيها التقليل من شأن الآخر، حتى وإن كان ذلك بوجود أناس آخرين، تشرح ليولا: «بعض الأزواج يضخمون المشاكل فيما بينهم بحضور الآخرين عن عمد بقصد إهانة الشريك، بينما لايفعلون ذلك إذا كانوا بمفردهم في المنزل، ويضحكني أن أقول: إن رؤوس الكثير من النساء والرجال تسخن أكثر بوجود الآخرين؛ انطلاقا من الاعتقاد بأن الإهانة بحضور الآخرين لها مفعول أقوى، وكأن هناك حالة انتقام أو رغبة في الانتقام، فإذا بالزوج أو الزوجة يفاجئ أحدهما الشريك بإلصاق عيوب به، لم يتفوها بها من قبل بمفردهما، وهي تأتي ...

الأزواج يضخمون المشاكل فيما بينهم بحضور الآخرين عن عمد بقصد إهانة الشريك، بينما لايفعلون ذلك إذا كانوا بمفردهم في المنزل، ويضحكني أن أقول: إن رؤوس الكثير من النساء والرجال تسخن أكثر بوجود الآخرين؛ انطلاقا من الاعتقاد بأن الإهانة بحضور الآخرين لها مفعول أقوى، وكأن هناك حالة انتقام أو رغبة في الانتقام، فإذا بالزوج أو الزوجة يفاجئ أحدهما الشريك بإلصاق عيوب به، لم يتفوها بها من قبل بمفردهما، وهي تأتي كالصاعقة فقط بوجود أناس آخرين».

2-وحدة رغم التعايش

كثيرًا ما نرى زوجين يعيشان تحت سقف واحد، وهما يشعران بالوحدة لدرجة تجعل أحدهما أو كليهما ينسى لماذا تزوج؟ قلة الأحاديث، وقلة تبادل الأفكار، وقلة النشاطات المشتركة لهما توجد حالة من الملل لاتطاق، تضيف ليولا: «هذه الحالة توحي برغبة أحد طرفي العلاقة الزوجية باستخدام الزواج كواجهة اجتماعية فقط، أي الظهور أمام الناس والمجتمع بأنهما متزوجان؛ للحصول على الموافقة الاجتماعية في الحياة، ونيل الاحترام الخارجي، ومن الداخل الافتقار للتلاحم الروحي الذي يفرض شعورًا قاسيًا بالوحدة على مثل هؤلاء الأزواج».

3-أدوار متضاربة!

مازال هناك تضارب بين الأزواج حول الأدوار الاجتماعية لكل منهما، فهناك أزواج يمنعون زوجاتهم من ممارسة أدوار اجتماعية لايوافقون عليها، وبالمقابل هناك زوجات يحاولن تجاوز التقاليد القديمة والانطلاق في المجتمع مثلهن مثل الرجل. وفي هذا، برأي ليولا، تضارب واضح في الأدوار، ورغم دخولنا القرن الحادي والعشرين مازال هناك أزواج يرفضون عمل زوجاتهم، ويصرون على الانفراد بمسؤولية تحمل أعباء ونفقات الحياة العائلية، وهذا يتضارب مع الزوجات العصريات اللواتي يعتبرن أن عملهن خارج المنزل غاية في الأهمية لهن؛ لإثبات وجودهن في الحياة مثلهن مثل الرجل، وأوضحت ليولا: «معظم الناس يدركون هذه الناحية في الحياة الزوجية، ولكن المبادرات مازالت قليلة؛ للتغلب على تضارب أدوار النساء والرجال في الحياة الاجتماعية باعتبارهما عنصرين متكاملين في المجتمع».

4- المشاكل المالية

لهذه النقطة علاقة بتضارب الأدوار، فإن كان الزوج يرفض أن تعمل زوجته خارج المنزل رغم وجود صعوبات مالية، فإن ذلك سيؤدي حتمًا إلى ظهور خلافات ومشاجرات، كما ترى ليولا أن بعض الأزواج يعانون أيضا من مشكلة من الذي يكسب أكثر؛ إن كان الزوج والزوجة يعملان، فيحاول من يكسب راتبا أكبر التحكم ...

يعانون أيضا من مشكلة من الذي يكسب أكثر؛ إن كان الزوج والزوجة يعملان، فيحاول من يكسب راتبا أكبر التحكم بتصرفات الآخر، وعلّقت: "مثل هذا التفكير طفولي جدا؛ فطالما أن الزوجين يعملان لصالح الأسرة فلا يهم من الذي يكسب أكثر؛ لأن الزواج شراكة في كل شيء.

لكن المشاكل تحتدم أكثر إذا كانت الزوجة هي التي تكسب أكثر؛ لأن الزوج كونه رجلاً ككل الرجال يشعر بأن ذلك غير مألوف في عالم الذكور".

5- العلاقة الحميمة

برأي عالم الاجتماع كوستا أن العلاقة الحميمة بين الزوج والزوجة تعتبر مشكلة هامة في حياتهما، وحدد نوعين من العلاقة الحميمة: المرأة تحب المعاشرة الحميمة مقترنة بالعاطفة والمشاعر، وليس مجرد تلاحم الأجساد، أما الرجل فهو في أغلب الأحيان يسعى إلى هذه العلاقة دون أدنى اهتمام برغبات المرأة.

وأضاف: "على الرجل أن يعلم أن للمرأة رغبات في المعاشرة الحميمة مع الزوج ربما تفوق رغباته، إلا أنها لاتحب العلاقة الحميمة الآلية، والخالية من العواطف".

ويجزم كوستا أن الخيانة الزوجية تدخل ضمن هذه النقطة أيضا؛ فالزواج هو عقد شراكة بين الرجل والمرأة يتضمن الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة والولاء للآخر.

6- المنافسة في الحب

هذا العنوان لايعني المنافسة بين الزوج والزوجة حول من يحب الآخر أكثر، وإنما المنافسة حول من هو المحبوب عند الآخرين أكثر، وأضاف كوستا: «منافسة من هذا النوع تعتبر منافسة مريضة وغير صحية؛ ليس هناك داعٍ لأن يتنافس الزوجان حول حب الآخرين لهما، بل ينبغي أن يشعر كل من الزوج والزوجة بالفخر عندما يشعر بأن شريكه محبوب من قبل الآخرين».

0 comments

إرسال تعليق

neobux

المشاركات الشائعة